بعد عشر دورات من البطولة الاحترافية “اتصالات المغرب”، لم يتمكن فريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم من تجاوز الرتبة الثالثة عشرة في سلّم الترتيب، مكتفيا برصيد تسع نقط، إثر تمكنه من تحقيق انتصارين فقط وثلاثة تعادلات، مقابل خمس هزائم داخل الميدان وخارجه، بعضها انتهى بحصص وُصفت بالثقيلة والمُذلّة، تصدّر بها لائحة الفرق من حيث عدد الأهداف المسجلة في مرماه، والتي بلغت 20 هدفا إلى حدود الساعة.
نتائج سلبية وحلول ترقيعية
من بين النتائج السلبية التي توالت في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وأثارت حنق محبّي فريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم، هزيمته أمام نادي سريع وادي زم بهدف دون مقابل بملعب تادلة، وخسارته أمام نادي الوداد البيضاوي بخمسة أهداف نظيفة بملعب الفوسفاط، وهزيمته أمام الدفاع الحسني الجديدي بأربعة أهداف مقابل هدف واحد بملعب العبدي.
ولم يستسغ محبّو “لوصيكا” الأوضاع التي يعيشها الفريق في الآونة الأخيرة، حيث كان يخوض غمار المنافسة على تصدّر البطولة الوطنية للمحترفين، في السنوات الماضية، ليتحول إلى فريق بسيط يتشبّث، بكل ما أوتي من قوة، من أجل البقاء في القسم الأول من البطولة الاحترافية وتفادي النزول إلى القسم الثاني.
وحاول نادي أولمبيك خريبكة، في مناسبات سابقة، تدارك المشاكل التي يعيشها الفريق، سواء عبر تعزيزه بلاعبين جدد أم من خلال تغيير المدرب كلما توالت الهزائم؛ غير أن الإجراءات التي باشرها المكتب المسيّر والتدابير التي اعتمدها المسؤولون عن تدبير شؤون النادي لم تحقّق النتائج المنتظرة من لدن الجماهير، وتبقى بذلك الحسابات حول مدى قدرة الفريق على البقاء في القسم الأول.
مكتب ضعيف وتسيير انفرادي
رشيد الصموتي، أحد المنخرطين في نادي أولمبيك خريبكة، قال إن “أوضاع فريق أولمبيك خريبكة مرتبطة بمشكل وحيد وواضح ويعرفه جميع متتبعي الشأن الكروي في المدينة، ويتمثل أساسا في الرئيس وباقي أعضاء المكتب المسيّر، ولا يوجد أي مشكل في اللاعبين الذين يبذلون ما في وسعهم لتحقيق النتائج الإيجابية، إلى جانب مختلف المدربين الذين تعاقبوا على الفريق”، مشدّدا على أن “المنخرطين ومحبّي الفريق توحدّوا على مطلب واحد يتمثل في استقالة رئيس النادي”.
وأضاف المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “أغلب المدربين، إن لم نقل جميعهم، يتوفرون على سِيَرٍ ومسارات تدريبية متميزة؛ لكن الضعف الذي يطبع المكتب المسيّر للنادي، وتدخّل الرئيس في كل كبير وصغيرة، خاصة في الأمور التي تدخل في صميم عمل الطاقم التقني، كلها عوامل تسببت في فشل الفريق وعجزه عن تحقيق النتائج المنتظرة من لدن الجمهور”.
وعن دور المنخرطين وحدود مسؤوليتهم، أوضح الصموتي أن “الرئيس يعتمد التسيير العشوائي والانفرادي، ويتعامل مع وكلاء وسماسرة يفرضون عليه بعض اللاعبين الضعفاء، وبالتالي لا يمكن تحميل المنخرطين أي مسؤولية في الملف”، خاتما تصريحه بالتأكيد على أن “عددا من المنخرطين عقدوا مجموعة من اللقاءات في الآونة الأخيرة، وسينظمون ندوة صحافية في الأيام القليلة المقبلة، من أجل بسط رؤيتهم للأوضاع أمام ممثلي المنابر الإعلامية، وتدارس الإمكانيات المتاحة لتصحيح الأوضاع”.
رئيس لجنة يُوضّح والرئيس يتهرّب
محمد كتيم، رئيس لجنة الإعلام والتواصل بنادي أولمبيك خريبكة لكرة القدم، قال إن “غضب محبي الفريق مبرّر ومنطقي، نظرا للهزائم المتتالية التي مُني بها الفريق في الثلاث دورات الأخيرة، إضافة إلى أن الحصتين الأخيرتين كانتا ثقيلتين؛ وهو ما دفع الجماهير إلى التعبير عن احتجاجها”، مشيرا إلى أنه “كلما تحققت النتائج الإيجابية ارتاح المحبّون، وكلما تعثر الفريق احتجوا واستنكروا، وهي مسألة طبيعية في كرة القدم”.
وأضاف المتحدث أن “أولمبيك خريبكة لا يهم فقط المكتب المسير، وإنما هو ملك لجميع سكان المدينة، ومن حق الجميع التساؤل حول الأسباب التي أوصلت الفريق إلى ما هو عليه في الوقت الراهن، كما يبقى من حق كل متتبع للفريق تفسير الأمور بالكيفية التي يراها منطقية من منظوره الخاص، سواء بتحميل المسؤولية لرئيس النادي أم لأعضاء المكتب المسير، أم بغيرها من التأويلات”.
وأكّد مكتيم، في تصريح لهسبريس، أن “المكتب المسيّر بصدد عقد مجموعة من اللقاءات، من بينها اجتماعات مع المنخرطين في النادي، من أجل تدارس مختلف الحيثيات المرتبطة بأوضاع الفريق، مع محاولة الإجابة عن التساؤلات التي واكبت النتائج السلبية الأخيرة، وذلك بهدف إيجاد الحلول الكفيلة بإرجاع الفريق إلى سكة النتائج الإيجابية في الدورات المقبلة”.
تجدر الإشارة إلى أن هسبريس ربطت الاتصال بالمصطفى السكادي، رئيس نادي أولمبيك خريبكة لكرة القدم، من أجل أخذ رأيه وتصوّره لأوضاع الفريق، فالتَمَسَ منحه بعض الوقت لإنهاء التزاماته المهنية ثم مناقشة الملف الرياضي بعد ساعات قليلة؛ غير أن هاتفه ظلّ وأمسى يرنّ دون مجيب، مع رفضه الرد على الرسائل القصيرة التي توصل بها قصد تذكيره بالموعد والوعد الذي قطعه.
اترك تعليقاً